.الإفاضة:
حتى إذا ضوء النهار أدبرا ** وغابت الشمس استطاروا حُسرَّايدعون ذا العز الذي تجبرا ** ثم مضى إمامهم وكبراإفاضة لم تك فيهم منكرا ** قد لزموا التؤدة والتوقراحتى أتوا جمعاً وجاءوا المشعرا ** ثم أناخوا ساهمات ضمرابها يخافون العذاب الأكبرا ** حتى إذاضوء الصباح أسفرا.الغدو إلى منى:
وانجاب ليل ودنا النهار ** سار إمام الناس ثم ساروامع كل مرء منهم أحجار ** سبع لطاف صنع صفاراثم مضوا عليهم وقار ** لجمرة من دونها جمارثم رموها ولهم كبار ** وحلقوا وذبحوا وازداروايوماً به للبدن مستطار ** من طول ما يشحذها الشفارمرء محذوف من امرىءٍ ومن المرء فأقامه مقام امرىءٍ وهذا موجود، صنع مما قصروها، وقوله كبار يريد تكبير إلا أنه أخرجه على لغة من يقول: الترحاب والتكسار وغيره خير منه قال أبو زبيد:
فثار الزاجرون فزاد منهم ** تقراباً فصادفه ضبيسثم منى تُلقى بها الرحال ** وكان فيها الناس لم يزالوالكل مرء منهم ظلال ** قد حل للقوم بها الحلالأيام تشريق لها إجلال ** ما هو إلا الرمى والإقبالوبيع كأنها الأنفال ** والبذل للسائل والنواليومين ثم الثالث ارتحال ** حتى إذا ما عرف الزوالظلال: خيمة أو مضرب، ما هو إلا الرمي والإقبال أي الرجوع إلى الرحال، يقال للمدبر أقبل، أي ارجع نحوي، وبيع جماعة بيعة من بيعات البضائع كأنها الغنائم، وهي الأنفال، ثم الثالث ارتحال، أي ثم الثالث فيه ارتحالٌ ونفورٌ.
دعا فأشجاني لنفر داعيوقد رميت بحصىً تباعالجمرات غير ما مضياعالتمس السّنة باتباعثم نميت الكور ذا الأنساععلى أمون حرة ملاعثم اتيت البيت للوداعفقلت يا قابل سعي الساعيإني دنا عن بيتك انتجاعيفاغفر ذنوبي يا مجيب الداعيملاع، سريعة خاطفة للشأو، ومنه عقاب ملاع قال:
ولت بذمته عقاب ملاعوقلت للحادي القراقرياذكر قريشاً أسرة النبيأهل الندى والمعقل الأبيوالحلم إن طاش ذوي النديواختص منهم ولد الوصيبني الإمام المرتضى عليليث الوغى والحكم المرضيذاك على رغم العدى ولييوالي لواء الحمد والنجيوالحوض حوض المصطفى الرويالقراقري من القرقرة، والندي النادي.
من هاشم في البيت ذي الدعائموالفرع من فروعها السلاجمالسادة الجحاجح القماقمالأولين السُّبَّق الأقادمحتف المعادي وغنى المسالمهم سبقوا الأقوام بالمكارمأئمة الناس لدى المواسمعلى مُنى الراضي ورغم الراغمأكارم غُرِّ بني أكارمفمن إذن يدعى كحي هاشمبني عليّ وبني العباسالطيبين النجب الأكياسخلائف الأرض هداة الناسأهل الندى العالي وأهل الباسلباب جنس أفضل الأجناسحازوا ثرى أصل وفرع قاسيشم العرانين لأصل راسكم شيدوا بالجود من أساسفهم من الناس مكان الراسما إن لهم في الناس من مقياسوحي تيم أسرة الصديقأهل المعالي والثرى العتيقما مثلهم في الناس من فريقيلفى ولا تلقاه في طريقالهالكي العداة للصديقوالكاشفين الكرب ذا المضيقوكل هول مفظع محيقوكل خصم للندا منطيقبكل ماضي الحد كالعتيقوكل طرف ضامر عتيقواذكر بما هم أهله عديارهط إمام لم يزل ندياللدين نصراً أيدا قوياخليفة مقدماً مرضياهاد إلى باب الهدى مهديافذاك قدما صاحب النبياقد سمي الفاروق أريحيابالدين طبّاً وبه معنياموفقاً مسدداً وفياكاف لما حملته ملياولست بالقالي لعبد شمسكتاب وحي الصلوات الخمسلباب جنس يا له من جنسمقابل الأسعد نائي النحسهم سبقوا الأقوام سبق الأمسوالسادة الشم الكماة القعسالفاتحي باب خطاب اللبسوالمشترين الحمد لا بالبخسوفي الوغا الأسد ذوات الفرسشمس اللقاء كل يوم شكسوفي بني زهرة مجد وكرموسؤود ضخم بطاميء خضمهم معدن العلم أرباب النعموقادة الخيل وضراب البهمفرع أصيل مستطيل في الحرمفي اصله الراسخ والفرع الأشمفي البيت ذي العز القديم والدعموالمطعمين الناس في العام الأزموالمدركي أعلى عظيمات الهممهم خولة؟ البر الصدوق في القسمواذكر ولا تنس بني مخزومأرباب مجد تالد قديموأهل عز باذخ عظيملباب فرع ناضر صميمأخوال بر صادق رحيممتالد في الحجر والحطيمفعرفات فإلى التنعيملم ينزلوا بالمنزل الرميممن النجار الأعرق الكريمكم فيهم من ذي ندى حليموعصمة الحي وحصن الجارواذكر بحسن الذكر عبد الدارفرع السرات السادة الأخيارفي الذروة العلياء من نزارسدان بيت الله ذي الأستاروجاره بالبر خير جارلهم نجار أيما نجارسقياً لهم من معشر أبرارلم تحمل العيس على الأكوارمثلهم يوماً لزند وارالسدان والسدنة الحجبة، وهم الحدادون والحداد الحاجب، حده منعه.
تلك قريش العز في بطاحهافي ملكها العالي وفي صلاحهالم تحمل العيس على صفاحهامثل قريش العز في ارتياحهالم تطلب الحاجات لاستنجاحهالدى سنين المحل في إلحاحهاعن مثلها للعفو في سماحهاولم ترد الخيل عن جماحهاشائكة الأبطال في سلاحهابمثلها يعصى على رماحهاشائك من الشوكة ويقلب فيقال شاكي السلاح، ويعصي بالسيوف ولا يعصو.
ودعت من ودعت وسط الحجرمنهم بلا ذنب ولا عن هجربل آذنتني صحبتي للنَّفروهاجني شوق وبعض الذكرإلى هجان عيطموس بكرشقت من الشمس وضوء البدرفقلت للحادي المجيد المطيطرِّب لها في نعبات الزجرفي أينقٍ كالقطوات الكدرثم النجا قضيت بعض العذرفقال لي قولاً على إشفاقلمّا رأى من شدة اشتياقيمن دمع عين سرب رقراقأمؤذنٌ لي أنت بالفراق؟فقلت إني قد دنا انطلاقيأوصيك بالعهد وبالميثاقوالرفق والصافي من الأخلاقوكن على خير وقاك الواقيوتحت رحلي ذات نحض باقمهرية ناتئة الأعراقأعلو بها الأبطح والصفاحافالفج من نخلته إذ شاحاتنهض من بوباتها مراحالورد قرن تعجل الرواحاواضطرحت أثفيَّها اضطّراحاحتى إذا ما أتت البراحاأمت سهيلاً غلساً إذ لاحاوشربٌ طاحت به مطاحاطيا على جلدان وامتساحاحتى رأت بأوقح الصباحااضطرحت افتعلت من الضرح، وهو حذف الحجارة بحافر رجل الفرس.
واردة بأول الورادبراكب ذي همة طرادمكتحل بالشوق والسهادثم اغتدت قبل غدو الغاديفغادرت صفنا على انحرادلمسحب وخدا هداها الهاديثم على ناهية النجدطيا إلى بريددكأنها من خوف زر الحاديأحقب مشعوف من الصيادثم اغتدت والنجم ما تصوباتؤم في الأفق اليماني الكوكبامن كركر تغشى الكراع الأخصباوفي كرا تختال ليلاً غيهباتعلو من الحرة خشنا أخشباوتارة تعلو سهوبا سهباحتى إذا جنح الظلام غربا أوردتها أعقاب ليلٍ أجرباصادية حرَّى تريد المشرباثم اغتدت منه غدواً شوذباشوذبا أي منجردا، الأخشب الحرش من الأرض المخالط حزونة خشنة.
مختالة تمرح في هبابهاكالقينة العذراء في شبابهاتعلو سهول الأرض مع صعابهاإلى القريحاء بأعلى دأبهاإلى رياض الخيل في انسلابهامثل قطاة الخمس في انصبابهاحتى أتت في الوقت من إيابهاقبالة النخل على أتعابهاناسلة في النخل لا عن بابهامرّاً فلم تلو على قضابهاأي على علافها.
إلا لتقويت على بدارأو لهمة في شرع زخارذاك ضوء الشمس ذو اسفراثم استطارت أي مستطارناجية تؤم ذا سماربراكب ذي همة مسفارمستشعر من ألم التذكارشوقاً على القلب كلذع النارإلى فتاة غرَّة معطارحوراء كالبدر التمام الساريما زال ذاك حالها وحاليتغشى ظلام الليل والأهوالحتى أتت ترجا على إحمالوبيشة النخل بلا إغفالمجفلة مثل الظليم التاليللجسداء الشرع السلسالفصبحت ماءً جبا خاليوقد بدا ضوء النهار العاليبذي نشاطٍ غير ما مكسالتم استطفت كقطاة الحقفعن منزل شأزٍ قليل الوقفتعتسف الموماة أي عسفبراكب لم يدر ماذا يخفيفي القلب من شوق مشاد الحتفإلى هجان ذات فرع وحفوواضح ألمى برود الرشفومخمص أهيف رابي الردفيا ناق ما يجديك ذا من وصفيهيدي هيا بنا بجد الوجفاستطفت: استعلت من طف الطائر فو ق الأرض، شأز وشائز واحد صعب فيه التواء وأصله شائز مثل هائر وهار. مشاد أيهو أصل.
ثم اغتدت مزمعة الذهابإلى تلاع بمصير دابللرّبضانت غير ما مرتابإلى صنان الوعث ذي النكاتإلى بنات حرب فاجتابيلمنهل في الشعب ذي الشعابثم اصدري منه إلى هرجابلابني ددٍ فجلجل الأحزابوبعد جر أبت للمثابيبمبما محمودة الإيابحتى إذا أوردتها يبمبماوالليل قد ألقى جرانا مظلمالم تبغ عند الورد أن تلعثماإلا لأن تشرب أو تلقماثم زجرت العنتريس العيهمالأطب تخصف جنحا أدهمافاحتدمت بغير ليلٍ كلماقلت ونت ثابت بوخد أحذمافصبحت والليل قد تجرماكتنة إذ كانت لورد معلماقلت وقد غابت هواي الأنجميا موقد0000مثم أتت في عطل يوم النومفهب من نشوة يوم ينتميأنا ابن شهران كرام المعجمنسأل من كان إمام الموسمقلت له به مقال لا مجمجمشيخ بني العباس فاعلم وافهموانصدعت عنه خنوفٌ ترتميتعسف ديجور الظلام المظلمفوقعت من بعد طول الأينفي المنهل المخصب ذي البئرينثم استدفت كأبى فرخينمحفدة من خوف داعي البينسامية بالطرف واليدينتلوي بذيال على الحاذينكما لوى الأمرَّ كفُّ القينفصادفت معضاً عراعرينثم على الشفشف ذي الميلينثم مغشّاها سروم العينيريد جوف الثجة وأسفل مسيله بذوات عش وكأنه مضاف إلى داعي البين رجل أو جبل كما قيل لجبل بأعلى نجران قاضي يريد قاضي دين. قال الراجز:
لما رأى قاضي دين بانابكبة فاقتحم الزيداناموضع، محفدة من خوف داعي البين ولا معنى لذا والناقة لا يروعها داعي البين ولكنه مما غير على الرّداعي وبقي َبتغييره والجوف في الموضع الذي وقعت فيه.
حتى إذا أوردتها سروماحيث ترى الآبار والكروماخوت نزوّاً رحلة محطوماكما رأيت الزَّيف المرموماما كان إلا الشرب والتلقيماحتى اجر هدت حاديا رسوماتجشم من أرينب المجشوماومن ذوات المبرح الحزوماما زال ذاك دأبها الصميماتصلي الحزابي مارنا جريمافكم طوت في ظلم الحنادسوخدا إلى الطلحة من نسانسصح طود حانسووعث سجع في ظلام دامسفأصبحت قبل رجاء الآنسبالعرض من غدوة يوم الخامسبراكب مستشعر الملابسمستيقظ الهامة غير ناعستعتسف البيد بلا مؤنسثم اعتلت بطن سروم وخداأمّاً إلى صعدة سيرا قصدابراكب ألقى الكرى والرقدايرعى على النأى لهند عهدالما رأى عيسى المسير الجداألقت بها وند درٍ والصداالسهل تطويه وتعلو النجداحتى أتت صعدة تشكو الكداناسلة تسبق فيها الوفداما كان إلا لُقماً ووردافي منزل كان لها موافقسهل لدى قتّ وحوض رائقلو أخطأت همّي لسبق السابقثم اشمعلت في ظلام غاسقتؤم من قضان أعلى الخانقوأعينا للماس والغرانقلطمؤٍ تدعس في شبارقفصبحت خيوان ذا الحدائقوالفجر لما لاح في المشارقبراكب يكتم شأن العاشقلم يحتسب كان كما قال الفرزدق:
بقية معشر كانوا كرامحتى ترامت بعقاب الفقععن المعيدين كسهم النزعأما إلى جرفة ذات الفرعثم عجيباً بانحدار وضعخفضا إلى ريدة بعد الرفعحتى أتتها في فوات الجمعبنعمة الله الجليل الصنعومنه الضخم وحسن الدفعثم انتحت بعد منام السابعضامرة مثل الهلال الخالعلمنقل الحيفة ذي المجازعتحن من شوق حنين النازعلمرمل ذي الوعث والكوارعفصبحت عند الصباح الطالعصنعاء من غدوة يوم السابعبنعمة الله الجليل الصانعومنه والفضل منه الواسعالمحسن المعطي العزيز المانعثم انتحت تجتاب عرض الحقلبراكب تاج قليل الثِّقلهمتها يكلى بسير مجلفاحتدمتها قبل فيء الظلتضيف بوسان اعتساف الهقلوجبنا منها بوخد رسلقلت لها لما استوت في السهلمن جبن يا ناق أهلي أهليألقي بغربي رداع رحليبمنّ ربي ذي العلى والفضلثم اسلمي يا ناق ما بقيتوارعي سميّ لعرش حيث شيتومن ش القهر ما هويتوالشط إن أسهلته رعيتوالشرع الريان إن ظميتلأي ماء بقرى سقيتيا نفس هل شكر لما أوليتمن صنع رب منشيء مميتتبارك الرحمن من مقيتسبحانه من منيء مميتفالحمد لله على إحسانهوفضله المعروف وامتننانهسيرنا ذو اللطف في بلدانهفي رزقه العفو وفي أمانهحتى أتينا البيت في مكانهثم قضينا شأننا من شأنهمن طوفه والمسح من أركانهثم هدانا الله في ضمانهكلا إلى المحبوب من أوطانهمع الذي يأمل من غفرانهكملت الأرجوزة، وكمل بكمالها كتاب جزيرة العرب والحمد لله رب العالمين وصلواته على محمد خاتم النبيين وآله وصحبه الطاهرين، وسلام.